طفل لا أحد ( 2014 )..الطبيعة أم غابة البشر؟
تعرض الدورة الثامنة والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي فيلم “طفل لا أحد” للمخرج الصربي فوك رسوموفيتش. يروي الفيلم قصة صبي صغير عثر عليه في الغابات بالقرب من مدينة ترافنك وكيف تم نقله إلى دار أيتام في بلجراد. يحكي الفيلم قصة تحدي الصبي للاندماج في المجتمع البشري ومغامراته مع أصدقائه في الدار وتأثير الحروب على حياته.
فيلم “طفل لا أحد” – تنويعة على “طفل البرية”:
“طفل لا أحد” هو تنويعة على فيلم “طفل البرية” للمخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، ويستند إلى أحداث حقيقية. يروي الفيلم قصة صبي صغير عمره حوالي ثمانية أعوام يعثر عليه صيادون صرب في الغابات بالقرب من مدينة ترافنك (الآن في البوسنة والهرسك).
قصة الفيلم:
بداية صعبة في دار الأيتام:
بعد إرساله إلى دار أيتام في بلجراد لم يبد أن عملية إعادة إدماجه في المجتمع البشري تسير بشكل جيد، فـ”هاريس” (دينيس مورتيش)، كما تم تسميته بشكل عشوائي، يركل ويبصق ويستخدم يديه وقدميه للحركة ويكره ارتداء الأحذية ويأكل بيديه مباشرة.
الصداقات الأولى والتعلم:
مهاراته اللغوية منعدمة ويكره التواصل البشري، ويصبح الأمر بيد إلكه (ميلوس تميوتييفيتش)، أحد الحراس في الدار، لكي يستدرجه إلى عالم البشر. يحرز إلكه تقدمًا ملحوظًا خاصة في تعليم هاريس الكلمات.
الصداقة المغامرة:
ولكن الطفرة الحقيقية تحدث عندما يعجب أحد الصبية، زيكا (بافل سيميريكتش) بهاريس الذي أصبح باقي الصبية يلقون عليه اسماً مهينا هو بوتشكه. يأخذ زيكا وصديقته أليسا (إيزيدورا يانكوفيتش) هاريس إلى معرض ويعرفونه على المدينة ويحوزون بذلك على ثقته.
الحروب والتحديات:


لكن زيكا يقرر بعد ذلك أن يعود إلى والده العنيف وينتكس هاريس. عندما يرجع زيكا مرة أخرى بعد ان ضربه والده مرة أخرى ضرباً مبرحاً لا يتمكن من البقاء في الدار لأنه تخطى السن ولفترة قصيرة تعتني بهاريس أليسا التي تركت الدار لتجني بعض الأموال كعاهرة تمارس عملها بعض الوقت.
التحول في زمن الحروب:
كارثة تحدث لهاريس باندلاع الحرب الأهلية في يوغوسلافيا. بسبب الاسم الذي أعطاه له الرجال الذي عثروا عليه تستحوذ السلطات البوسنية عليه وسرعان ما يقاتل المراهق الشاب مع البالغين في الخنادق.
إنجازات الفيلم:
موريتش رائع وقدراته الجسدية ممتازة كمهاراته في التمثيل ويتجنب رسوموفيتش الرثاء والشفقة ليقدم قضيته بأعين صانع أفلام وثائقية. ويمسك المصور داميان رادوفانوفيتش بالتضاريس البانورامية واللقطات المقربة الحميمية على حد سواء بأصالة ممتازة.
الجوائز:
- Venice Film Festival: 2014 | Winner: Audience Award (Critics’ Week) – جائزة الجمهور (أسبوع النقاد).
- Venice Film Festival: 2014 | Winner: Best Screenwriter (International Film Critics Week) – جائزة أفضل كاتب سيناريو (أسبوع النقاد السينمائي الدولي).
- Venice Film Festival: 2014 | Winner: FIPRESCI Prize (Orizzonti and International Critics’ Week) – جائزة FIPRESCI (Orizzonti وأسبوع النقاد الدولي).
- Venice Film Festival: 2014 | Winner: International Critics’ Week Award – جائزة أسبوع النقاد الدولي.
- Abu Dhabi Film Festival: 2014 | Special Mention: Child Protection Award – مهرجان أبوظبي السينمائي: 2014 | إشادة خاصة: جائزة حماية الطفل.
- Palm Springs International Film Festival: 2015 | Winner: New Voices/New Visions Grand Jury Prize – مهرجان بالم سبرينجز السينمائي الدولي: 2015 | الفائز: جائزة هيئة التحكيم الكبرى لأصوات/رؤى جديدة.
- Cairo International Film Festival: 2014 | Winner: Best Film (Cairo Film Critics’ Week) – مهرجان القاهرة السينمائي الدولي: 2014 | الفائز: أفضل فيلم (أسبوع نقاد القاهرة).
الختام:
فيلم “طفل لا أحد” هو عمل فني استثنائي، يتناول قصة حياة صبي صغير عثر عليه في الغابات بالقرب من مدينة ترافنك، ويروي رحلته المعقدة منذ وصوله إلى دار الأيتام في بلجراد وحتى تأثير الحروب على حياته. الفيلم يسلط الضوء على قصة الاندماج الصعبة والعلاقات الإنسانية القائمة على التحديات والمغامرات.
بفضل موهبة الممثلين وإخراج المخرج فوك رسوموفيتش، تمكن الفيلم من الفوز بعدد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك جائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا السينمائي وجائزة أفضل كاتب سيناريو في أسبوع النقاد السينمائي الدولي.
“طفل لا أحد” يقدم رسالة قوية حول التحديات التي تواجه الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة وكيف يمكن للعلاقات الإنسانية والصداقة تغيير مجرى حياة الإنسان. الفيلم يثبت أن الجمال يمكن أن يظهر حتى في أصعب الظروف والمواقف.
في الختام، “طفل لا أحد” هو عمل فني ناضج ومؤثر بشكل استثنائي يجذب الجمهور ويستحق كل الإعجاب والتقدير.
ترجمة – محمود مصطفى
سينمافوريا